من حديث القرآن الكريم عن السيرة النبوية ج١

1 دقيقة قراءة
بواسطة Ahmed Eldeeb
من حديث القرآن الكريم عن السيرة النبوية ج١


تتلاقي بعض المقاطع التعبيرية من القرآن الكريم فتتشكل منها صور جزئية مضيئة وكاشفة عن سيرة الرسول ﷺ ومسيرته ؛ منذ تخليد اسمه في علم الله الأزلي، وإثباته في كتب الله تعالى لرسله السابقين، وجاء ميلاده بمكة يتيماً في عام الفيل، وتحقق بعثه وإنذاره لعشيرته الأقربين، ولسائر البشر في أم القري ومن حولها ، إلى غير ذلك من الدلالات والأسرار ، التي سنحيا مع القليل منها في الصحائف التالية:

1- البشارة بالرسول ﷺ:

البشارة كما تقول اللغة: الخبر السار ، لا يعلمه المُخْبَر به، والتبشير : الدعوة إلى الدين، قال تعالى: [يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ]([1]) وقال تعالى : [قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ]([2]) وتكون البشارة بغير ولادة جديدة من البشر ، وذلك في قوله تعالى: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ]([3]) وجاء الإخبار بالبشارة في قول الرسول ﷺ: "إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدلٌ"([4]) في طينته ، وسأحدثكم تأويل ذلك : "دعوة إبراهيم ، دعاء : [وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ] ([5])، وبشارة عيسى بن مريم ، [وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ]([6]) "ورؤيا أمي رأت في منامها أنها وضعت نوراً أضاءت منه قصور الشام"([7]) ، وفي ذات الدلالة قال الشاعر أحمد شوقي:

ولد الهدى فالكائناتُ ضياءُ *** وفمُ الزمان تَبسُّمٌ وثناءُالروحُ والملأ الملائكُ حوله *** للدين والدنيا به بُشراء([8])
وأكد الرسول ﷺ الأخوة التي تجمع بينه وبين رسل الله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، فقال في ذلك : ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الأنبياء أخوة لِعِلاَّت ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ، فأنا أولى الناس بعيسى بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي .."([9]) .

وذكرت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ بشارات الأنبياء السابقين بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ووجوب ذكره وبيان رسالته لأممهم .

ونعرض لآية أخذ الميثاق والبشارة بقدوم النبيr في ختام البعث الإلهي لرسله وأنبيائه، قال تعالى : [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي([10]) قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ]([11]) وحمل الأنبياء والرسل السابقون تبعة البشارة لأممهم أن رسولا سيأتي في آخر الزمان، وسيكون وجوده في منطقة (فاران) مكة المكرمة ، ونهضوا بما كُلِّفوا به من أمر البشارة، وأتباعهم يعلمون ذلك، وأكثرهم يكتمونه ، ولا يعلنونه ، قال تعالى : [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُون أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون]([12]) والمعنى : "أن أهل الكتاب يعرفون صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما يعرف الواحد منهم أبناءه؛ لأن صفاته صلى الله عليه وسلم واضحة في كتبهم"([13]) .

وتقول آية أخرى من كتاب رب العالمين في هذا السياق : [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ([14]) وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ([15]) وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]([16]) .

وتذكر الآيةُ كما في الكتب المتقدمة –أنه- صلى الله عليه وسلم- لا يأمر إلا بخير ، ولا ينهي إلا عن شر ، ومن تمام الرسالة المحمدية كما تقول الآية في وصف الرسول عليه الصلاة والسلام أنه : "يحل لهم ما كانوا حرموه على أنفسهم من البحائر ، والسوائب والوصال والحام ، ونحو ذلك مما كانوا ضيقوا به على أنفسهم "([17]) .

وحرم عليهم الخبائث ولحم الخنزير والربا، وسائر ما كانوا يرتكبونه من المحرمات، أي أنه جاء بالتيسير والسماحة .

وقال تعالى –فيما يخص البشارة بقدوم محمد صلى الله عليه وسلم رسولا من بعد عيسى عليه السلام : [وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ]([18]).

والمعنى : أن التوراة قد بشرت بعيسى عليه السلام ، وبُعث رسولا مصدقاً لما أُخبر عنه، وبشَّر هو كذلك بمن سيأتي بعده وهو محمد الرسول العربي قال ابن كثير: "فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل ، وقد أقام في ملأ بني إسرائيل مبشراً بمحمد، وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، الذي لا رسالة بعده ولا نبوة"([19]) .

و" أحمد" من أسماء الرسول ﷺ، فقد روى محمد بن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: :إن لي أسماء([20]) : أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب"([21]) . أي لا نبي بعدي .

وجاء ختام الآية –بعد إثبات البشارة حاصلا من عيسى عليه السلام في قوله تعالى: [فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ]، والمعنى: "فلما جاءهم أحمد المبشر به في الأعصار المتقادمة ، المنوه بذكره في القرون السالفة لما ظهر أمره، وجاء بالبينات ، قال الكفرة المخالفون : هذا سحر مبين" ([22]) .

وقد جاءت البشارات في الكتب المنزلة على الأنبياء السابقين ، إلى أن تناهت النبوة إلى عيسى بن مريم ، وهو آخر الأنبياء من بني إسرائيل ، حيث بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما ورد في سورة الصف .

وعقد ابن كثير فصلاً في البداية والنهاية تحدث فيه عن البشارات بالرسول ﷺ في الكتب المتقدمة، وذكر أنها أشهر من أن تذكر ، وأكثر من أن تحصر، وأفاد بمصادرها وهي الأسفار الأول والرابع والخامس من التوراة وزابور داود ، وصحف إلياس والإنجيل وغير ذلك مما حدده في مظانه ، ثم قال في نهاية عرضه : "وهذا باب متسع ... وقد أشرنا إلى نبذ من ذلك يهتدي بها من نوّر الله بصيرته، وهداه إلى صراطه المستقيم ، وأكثر هذه النصوص يعلمها كثير من علمائهم وأحبارهم ، وهم مع ذلك يتكاتمونها ، ويخفونها"([23]).
وذكر هذه البشارات وغيرها ابن هشام في السيرة النبوية ، وابن سعد في الطبقات وغيرهم بما يكفي بحق إضاءات القدماء .

وقد أفاض المحدثون في بيان هذه البشارات وإثبات نصوصها، لكن المعول عليه من الحديث هنا هو بيان القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، حيث جاء العرض لهذا الأمر بما يغني عن مراجعة غيره، والله أعلم .

2- مولد الرسول بمكة في عام الفيل :

أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون مكة المكرمة موضعاً لمولد محمد صلى الله عليه وسلم ، ويكون البيت الحرام فيها متجهاً لأنظار العالم الإسلامي، منذ تكليف الرسول بالاتجاه في الصلاة إلى الكعبة المشرفة في سائر الصلوات ، والطواف بالبيت الحرام، كما هو ثابت في فريضة الحج .

وسميت هذه البلدة مكة ، لأنها تمك الجبارين أي تذهب نخوتهم ، أو لازدحام الناس بها ، وقيل إن مكة اسم البلدة وبكة اسم البيت الحرام، وقيل إن مكة هي بكة والميم بدل من الباء([24]).
وليس من الضروري الاستغراق في التفاصيل التي لازمت هذه البلدة المقدسة ، ويصح اعتماد هجرة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام إليها مبدءا واضحاً ومحدداً لتاريخها العميق .

وكان إسماعيل قد قدم إلى مكة طفلاً في صحبة (أبيه وأمه) وقيل إن العماليق قد سكنوها قبل قدوُمه ، وإن إسماعيل لم يصل إليها حتى كانت قبيلة جرهم قد حلت محل العماليق بها في ظروف لم تثبت كيفيتها في التاريخ([25]) .

وقد ناجى إبراهيم عليه السلام ربه عند شروعه في العودة إلى الشام قائلاً [رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ]([26]) ثم جاء من الشام إلى مكة ، ليتفقد أحوال إسماعيل عليه السلام، ويبلغه أن الله تعالى يأمره أي إبراهيم ببناء (الكعبة المشرفة) البيت الحرام، ورفع قواعده ، على بُعد خطوات من بئر زمزم ، التي أعاد عبدالمطلب بن هاشم حفرها قبل ولادة ابنه عبدالله والد الرسول ﷺ، قال تعالى: [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ]([27]).

وتعددت أسماء مكة وأوصافها في القرآن الكريم ، فهي القرية ، وهي أم القرى ، والبلد ، والبلد الأمين ، وبكة ، إضافة إلى مكة ، قال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ]([28]).

وجاء محمد إلى الدنيا، والعالم يسوده الجهل والظلام وعبادة الأحجار، ووُلِد صلى الله عليه وسلم فعمّ الضياء أرجاء الكون ، وكان العالم آنذاك موزعاً بين قوتين هما الفرس والروم، وكان الأحباش يدينون بدين الروم ويخضعون لهم، ويتوجهون حسب رغائبهم .

وجاء "أرياط" إلى اليمن ، فحكمها باسم الحبشة، التي صارت ذات قوة ونفوذ في جنوب الجزيرة العربية ، وسار –بأمره- القائد الحبشي (أبرهة الأشرم) بجيش كبير تتقدمه الفيلة إلى مكة ، لهدم الكعبة ، وصرف الناس عنها ، لأغراض مستهدفة ، يمكن أن يطول الحديث عنها ، ولما اتجه شمالاً إلى مكة ، وسمع الناس بقدومه ، متسلحاً بوسائل القوة والجبروت تفرقوا في الصحراء ، خوفاً منه، وهروباً من جيشه، وانسحب عبدالمطلب جَد الرسول من المواجهة ، خوفاً على أهله وأبناء بلده ، وعلى أمواله كذلك ، لكن قوة الله غالبة فانهزم أصحاب الفيل بغارة جوية شديدة ومكثفة ، قادمة من ناحية البحر ، ومكونة من الطير الأبابيل ، وألقت على الجيش المغير ما تحمله في مناقيرها وأرجلها من حجارة صغيرة ، وأصيب الجنود في أبدانهم ، وتسمرت الفيلة في مكانها ، فلا تريد السير صوب مكة ، وإذا وُجهت إلى اليمن تحركت وسارت ، وعادت بقايا الجيش منهزمة منكسرة ، وحفظ الله بيته من المعتدين ، وكانت هذه الحادثة من أبرز الوقائع في عام ولادة الرسول ﷺ ، وارتبط التأريخ لمولده بها ، وأوردها القرآن الكريم كاملة في سورة الفيل ، قال تعالى : [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ]([29]) .

وقال القرطبي نقلا عن ابن اسحاق: "لما ردّ الله الحبشة عن مكة ، عظّمت العرب قريشاً ، وقالوا أهلُ الله ، قاتل عنهم ، وكفاهم مئونة عدوهم ، فكان ذلك نعمة ، من الله عليهم"([30]).
وعاش الرسول ﷺ في مكة المكرمة ثلاثة وخمسين عاماً منذ ولادته بها إلى أن خرج مهاجراً منها ، وتركها وهو حزين على فراقها ، وذكر أنها أحب بلاد الله تعالى إلى الله ، وأن قومه قد اضطروه للهجرة منها ، وعاد إليها من المدينة مرتين، قضى في كل مرة بها وقتاً قصيراً ، أولها في عام الفتح عام ثمانية من الهجرة ، وثانيها عام حجة الوداع في السنة العاشرة، وشهدت أفنيتها وشوارعها وسائر أزقتها كل ما عاشه منذ طفولته ، ومروراً بمراحل عمره ، بما فيها من عمل بالرعي والتجارة، وزواج من خديجة بنت خويلد، وهبوط الوحي عليه ، في غار حراء ، واستمرار نزوله ، ومعالجته للأحداث في وقت اختفائه بغار ثور قبل أن يستكمل طريقه مهاجراً إلى يثرب الطيبة ، فهذه المخاطبات (المَكِّية) التي احتواها القرآن الكريم -مَا بين زمن التواجد في الغارين : حراء وثور- ذات مطابقات إعجازية لأحوال الإسلام والمسلمين آنذاك إلى غير ذلك من الخصائص العامة التي تشمل سائر الأمكنة والأزمنة، وكان الرسول ﷺ في مكة يتردد على الكعبة في شبابه ويطوف بها ، ويجلس إلى جوارها ، متأملاً في الكون والحياة بما يمكن أن يصدق عليه قبل بعثته قول الشعر :

تأملْ سطور الكائناتِ فإنها *** من الملأ الأعلى إليك رسائلُ
وعاش صلى الله عليه وسلم كارهاً للأصنام ، نافراً من عُبّادها الذين زعموا أنها تقربهم إلى الله تعالى .

ولم تتحقق رغبته صلى الله عليه وسلم في تطهير البيت الحرام منها إلا في عام الفتح ، حيث أزيلت الأصنام تماماً ، في الوقت الذي كان يقرأ فيه قول الله تعال : [وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ] ([31]) .

وكان قدومه إلى مكة في السنة العاشرة ، لأداء فريضة الحج ، وسار مع الحجاج والمعتمرين إلى مكة وصلى بالمسجد الحرام ، لإتمام شعائر الحج، ونزل عليه في يوم عرفة من ذلك العام قول الله تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا]([32]) ، ثم كانت العودة إلى المدينة المنورة والوفاة بها ، ومواصلة المسيرة الإسلامية فيها من بعده صلى الله عليه وسلم .

دكتور/ السيد محمد الديب
Sayed.Addeeb@hotmail.com




([1]) مريم 7 .
([2]) يوسف 19.
([3]) الروم 46 .
([4]) لمنجدل : لساقط ، والمنجدل في الشمس: أي الملقى على الأرض تحت الشمس .
([5]) البقرة 129 .
([6]) الصف 6 .
([7]) رواه الطبراني في المعجم الكبير .
([8]) الديوان ج1 ص 597 .
([9]) رواه أبو داود، ورواه مسلم بنص مقارب ، وعلات : أبناء أمهات مختلفات .
([10]) إصري: عهدي .
([11]) آل عمران 81 .
([12]) البقرة 146.
([13]) التفسير الميسر للدكتور محمد سيد طنطاوي ص21 .
([14]) إصرهم: ما ثقل عليهم من العبادات .
([15]) عزروه : وقروه وعظموه .
([16] ) الأعراف 157 .
([17]) تفسير ابن كثير ج3 ، ص487 .
([18]) الصف 6 .
([19]) تفسير ابن كثير ج8 ص135 .
([20]) وفي رواية "لي خمسة أسماء".
([21]) رواه البخاري في تفسير سورة الصف ، وأورده مسلم في كتاب الفضائل نحوه، في "باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم".
([22]) تفسير ابن كثير ، ج8 ، ص137 .
([23]) البداية والنهاية ، ج6، ص206 .
([24]) معجم البلدان لياقوت الحموي ، ج5 ، ص181 .
([25]) انظر تأريخ مكة لأحمد السباعي ، طبع نادي مكة الثقافي ، 1984م .
([26]) ابراهيم 37 .
([27]) البقرة 137 .
([28]) الفتح 24 .
([29]) الفيل 1- 5 .
([30]) تفسير القرطبي ، ج2 ، ص200 .
([31]) الإسراء 81
([32]) المائدة 3 .