لقد أحدث التطور العلمى فى العصر الحديث رغبة إيمانية ومعرفية فى بحث الأسرار الكامنة فى الإشارات العلمية بالقرآن والسنة ، وتوصل العلماء منذ بداية منتصف القرن الميلادى السابق إلى كثير من الأسرار والدلالات ، التى اشتملت عليها مئات الآيات من القرآن العظيم ، والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، وحفزت هذه المعارف كثيراً من العلماء إلى مواصلة البحث فى هذا السبيل.
ومن ذلك نوم الإنسان وما يترتب عليه من آثار تعود فى المقام الأول إلى صحة البشر ، تلك التى أعطاها الإسلام عناية متميزة ، لما يترتب عليها من سعى وحركة ونشاط ، يتمخض عنها سلامة فى الأبدان ، وزيادة فى الإنتاج تعود بالكثير من الفوائد على جميع الناس ، أينما كانوا.
كما يعطى آمالاً رحيبة فى اقتحام علماء المسلمين لمجالات البحث فى الإعجاز العلمى بالقرآن والسنة ؛ وحتى تتقوى الحقائق الراسخة لرسالة الإسلام ، قولاً وفعلاً ، نظرية وتطبيقاً ، مما ينعكس على العالم بأسره.
هذا وقد أثبت العلم الحديث كثيراً من الأمور التى ترصد آثار النوم على صحة الإنسان ، وانعكاس ذلك على سائر وجوه التنمية (الصحية ، الاقتصادية ، النفسية ، الاجتماعية) وغيرها وفق ما يلى:
- نشاط الغدة الصنوبرية فى إنتاج هرمون (الميلاتونين) بالليل وتوقفها عن ذلك أثناء النهار ، وأن هذا الهرمون يؤدى دوراً مهما فى الحفاظ على صحة الإنسان ، لأنه من مضادات الأكسدة ، وأن هذه الغدة الصنوبرية الصغيرة التى لا يزيد حجمها عن حبة القمح مما يؤكد التناسق البديع فى هذا الكون الذى ما زال يختزن فى باطنه كثيراً من الأسرار التى لا حدود لها.
وقد ذكر العلماء بعضاً من أسرار الخلق وما أكثرها ، فكتبوا عن هذه الغدة التى تقع فى منتصف المخ تماماً ، وأن وظيفتها تنسيق حياة الإنسان بكاملها ، على إيقاع هادئ عميق منتظم – مترابط – وضرورى لصحة الحياة واستمرارها ، وسيلتها فى ذلك مادة تقوم بإفرازها ليلاً – تطوف فى جسم الإنسان فتريح – أثناء الليل – خلاياه التى أرهقها النهار ، وتكسب المناعة الطبيعية عن طريق أقوى الأجهزة الدفاعية ، وتطرد عنه سموم الكيماويات والمبيدات بمفعولها المضاد للأكسدة ، والذى يلغى تأثير الـ Free Radicals أى الشوارد الجامحة – وهى التى تتسبب فى تكسير الخلايا وشيخوختها – ولا تكاد خلية واحدة من جسم الإنسان ، أو جهاز كامل من أجهزته لا يتعامل مع هذه المادة ، ويتأثر بها(1).
وأفاد العلماء أن إفراز هذه المادة وهى (الميلاتونين) من الغدة الصنوبرية يختلف باختلاف عمر الإنسان ، حيث تبلغ أعلى مستوياتها فيما بين العاشرة والثامنة عشرة من العمر ، ثم تبدأ فى الانخفاض بعد ذلك ، وأن احتياج الجسم الإنسانى من هذه المادة لا يتجاور جزءاً من الميلجرامات يومياً فيما قبل الأربعين ، وبضعة ميللجرامات قليلة فيما بعد ذلك ، فسبحان الذى رتب كل شئ وخلق كل شئ وهو على كل شئ قدير(2).
وأن الغدد الموجودة بالجسم تفرز كل واحدة منها مواداً كيميائية تُعرف باسم (الهرمونات) وكل هرمون يؤدى عدداً من الوظائف التى تزيد وتقل كالميلاتونين الذى له تأثيرات متعددة.
فالغدة الصنوبرية صغيرة الحجم جداً ، وهى الوحيدة التى يكتمل شكلها بعد ثلاثة أسابيع من عمر الجنين ، ولا زال العلماء يبحثون عن وظائفَ جديدة لها ، فضلاً عما اكشتفوه من وظائفها ، تلك التى لم تكن معلومة قبل ما يقرب من أربعين عاماً ، وأهم ما توصلوا إليه اكتشافهم أن هذه الغدة تفرز هرمون الميلاتونين ، وقالوا عنه: "إنه هرمون متسع الوظائف ، وله فاعلية كبيرة فى الحفاظ على الحياة واستمرارها فى أحسن حال: إنه يقاوم التوتر والتعب ، ... ويحارب البكتيريا والفيروسات .. وُيَحِّسن نوعية النوم .. ويقلل من احتمالات الإصابة بأمراض القلب ، ويساعد فى الوقاية من الأمراض السرطانية"(3).
وما يعنينا هنا هو علاقته بالنوم ، فقد اكتشف العلماء أولاً أنه يحسن نوعية النوم ، ثم توصلوا فى مرحلة تالية إلى أنه يساعد على النوم ، وأنه المنظم للساعة الحيوية بداخل جسم الإنسان ، ومع التقدم فى العمر يقل إفراز الجسم لهذا الهرمون ، ويضعف مع ذلك جهاز المناعة فى الجسم ، ويتعطل النوم الهادئ ويزداد القلق.
ويبدأ مع الظلام (الليلى) نشاط الغدة الصنوبرية فى إفراز هذه المادة التى تساعد الجسم على الراحة ، وأن الضوء الشديد أثناء الليل يقلل من إفراز (الميلاتونين) وأن النوم لساعات كافية بالليل معناه أن الجسم قد حصَل على الكمية المناسبة من هذا الهرمون ، وبالتالى يتحقق للجسم الفوائد المترتبة على النوم الطبيعى ، فسبحان الخالق الوهاب الذى منح عباده بلا حدود ، ولذلك كان النوم ليلاً فى غرفة مظلمة أفضلَ الحالات التى تناسب الجسم الإنسانى ، مصداقاً للآيات القرآنية التى جعلت الليل للنوم والسكون والراحة.
- إن التعرض لضوء الشمس بالنهار يزيد من قدرة الغدة الصنوبرية على إفراز هرمون (السيراتونين) بالنهار مما يساعدها على إفراز (الميلاتونين) بالليل فيسهم فى تواصل النوم بالقدر المطلوب ، فى هدوء وراحة تامة.
وهكذا تتجلى عظمة الخالق فى هذه العطاءات الإلهية للبشر ، حيث يكتسب الإنسان الضوء نهاراً ، مما يعينه على البقاء أثناء النهار مستيقظاً ونشيطاً ، خاصة إذا بقى خارج منزله فى الهواء الطلق ، وتحت ضوء الشمس ، ثم يأتى الليل ، ويحل الظلام ويحين ميعاد النوم ويقتحم الظلام العين فتفرز الغدة الصنوبرية هرمون (الميلاتونين) بقدر كافٍ ويقل عدد ضربات القلب ، وينخفض ضغط الدم ، ويقل عدد مرات النبض ، وينشط جهاز المناعة ، وتعتدل أحوال الجسم التى تهيأ الإنسان لنوم هادئ مريح ، يستيقظ بعده بكل همة وعزيمة ونشاط.
وتحدث العلماء عن أحوال الإنسان مع الأغذية والأدوية والعادات التى تزيد إفراز (الميلاتونين) أثناء الليل ، كما تحدثوا عن أسباب نقص إفراز الميلاتونين فى الجسم(4) ويساعد (الميلاتونين) على التوافق مع المواعيد الجديدة للنوم ، إذ أنه المنظم للساعة الحيوية الموجودة داخل جسم الإنسان ، وهى التى تضبط وقت النوم ، ووقت الاستيقاظ ، فالساعة الحيوية جعلها الله فى كل إنسان بحيث إذا استيقظ قبلها لم يكن نومه متكاملاً.
وتتحكم فى النوم من كافة أحواله حِزْمُةُ من الأعصاب التى تغوص عميقاً فى الدماغ إلى أن تنظم إفراز (الميلاتونين) ، وهى الباعث على النوم ليلاً بأحواله الانتقالى ، والخفيف والعميق ، وهذا الذى يعد أفضل أوقات النوم لكثرة الأحوال والمتغيرات فيه.
- يسهم المخ فى الحفاظ على الخلايا العصبية ، وخلايا الدماغ ، وتقل نسبة التعرض لكثير من الأمراض أثناء النوم ، كما يكسب النوم جسم الإنسان مناعة طبيعية عن طريق أقوى الأجهزة الدفاعية ، مما يعينها على طرد سموم الكيماويات والمبيدات ، ذلك أن المناعة الطبيعية تنهض بمفعول بالغ ومؤثر ، ومضاد للأكسدة مما يسهم فى وقاية خلايا الجسم من التلف ، وينهض بالمعاونة على حيويتها وتجديدها.
وقد كتب أحد العلماء(5) قائلاً: "النوم هو جزء هام من وظائف المخ تنظمه الساعة البيولوجية التى تجعل الإنسان ينام من 6-8 ساعات ، ويظل مستيقظاً فى اليوم لمدة 16-18 ساعة يومياً ، والنوم هام جداً لجسم الإنسان ، وخاصة المخ ، حيث إن هناك بعض الهرمونات لا تفرز إلا أثناء النوم مثل هرمون النمو والميلاتونين" وقال: "وإذا حُرم الإنسان من النوم لمدة أكثر من 48 ساعة ، فإنه يصاب بالهذيان وعدم التركيز ، ثم الجنون ، كما كان يحدث فى التعذيب فى بعض السجون ، وقد يموت الإنسان إذا ظلّ مستيقظاً لمدة أسبوع ، وذلك لفقدان هرمون النمو ، والميلاتونين ، والهرمونات الاخرى التى تعطى الجسم الحيوية والنشاط ، أما إذا نام الشخص البالغ أكثر من 8 ساعات وخاصة فى الصباح – أى أنه بذلك يغير الساعة البيولوجية للمخ – فإن المفاصل والأربطة والعضلات تنتفخ وتمتلأ بالسوائل فيشكو الشخص من تكسير وآلام فى جميع أجزاء جسمه وكسل وخمول".
أى أن الساعة البيولوجية التى خلقها الله فى مخ الإنسان تحافظ عليه ، وتنظم أوقات النوم واليقظة مما يسهم فى حماية الإنسان من الأمراض ، وتلك أفضل الأحوال للتنمية البشرية ، تلك التى تتحول إلى وسائل منتجة بدلاً من تحولها إلى أعباء على المجتمع ، بسبب الأمراض التى تصيبها ، وتعيقها عن السير فى الأرض والسعى على الرزق والاكتفاء الذاتى ، والتحول إلى خدمة الآخرين ، وإمدادهم بما يعجزون عنه ، ولا يصلون إليه.
وأن النوم الطويل عند الأطفال بسبب احتياجهم إلى هرمون النمو ، كما أن النوم القصير عند من يتجاوزون الستين ، لعدم الاحتياج إلى النمو ، وذلك فى الظروف الطبيعية ، أما خضوع الجسم لمرض أو لتناول عقاقير أو مخدرات أو غيرها فإن الجسم يخرج عن مساره الطبيعى وتضطرب ساعته المنظمة لنومه ويقظته ، والنوم ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والعمليات الحيوية الاخرى فى الكائنات الحية ، وهو يختلف عن الإغماء المرضى ، وعن النوم تحت تأثير مخدر طبى ، أو مخدر إدمانى وتجرى فيه الأحلام ، التى تفسر أحياناً باجتهاد ظنى وليس بدلالات يقينية ترتبط بالواقع ، وأن النوم بالليل له فوائد كثيرة لا يدانيها النوم نهاراً ، إذ أن الثابت علمياً أن الأشخاص
الذين يعملون وينامون نهاراً تقل عندهم المناعة لبعض الأمراض ، مثل سرطان الثدى بتأثير تغيير الساعة البيولوجية.
ويتعرض الذين يعملون بالمناوبة ليلاً لأخطار الإصابة بأمراض القلب ، وأن بعض الوظائف الخاصة بالجسم تكون أنشط أثناء النوم ، ويحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على المخ والجسم ، ويترتب على قلة النوم ضعف القدرات المعرفية ووهنها والإنهاك والعصبية فى التعامل مع الآخرين ، والسهو والنسيان وضعف الذاكرة ، وأن النوم الهادئ المريح يعطى الجسم قوة على الصبر والتحمل ، وقد قيل: "الجسم السليم فى النوم السليم".
ومن خلال التجارب العلمية ما حدث بشأن مجموعة من المتطوعين الذين تُركوا ليناموا ثمانى ساعات عدة أيام ، ثم أربع ساعات عدة أيام آخرى – أدى هذا إلى قلة تحمل الجلوكوز فى الدم ، واضطراب فى وظائف الغدد الصماء التى تؤدى إلى أعراض مشابهة لأمراض الشيخوخة وقلّ إفراز الأنسولين عندهم بنسبة ثلاثين فى المائة ، وأخذوا أربعين فى المائة وقتا أطول ، لتنظيم معدل
السكر فى الدم (6).
وتحدث العلماء عن فوائد النوم ، وذكروا منها أنه يساعد على عمليات الهضم وحركات الحجاب الحاجز والتنفس وضربات القلب ، وذلك من خلال النوم العميق ، وهذا من فضل الخالق ورحمته على عباده(7).
وذكر العلماء أيضاً أن المتفوقين ينامون أكثر ، حيث "يقوم العقل أثناء النوم باستغلال فترة راحة الجسم فى مراجعة وتخزين المعلومات ، التى اكتسبها الإنسان أثناء النهار.
لذلك فإن أى اختلال فى دورة النوم ، أو عدد ساعته يمنع قيام المخ من أداء واجباته بأكمل وجه(8) وأثبتت الدراسات المعملية أن الذين ينامون أقل من القدر المطلوب يتعرضون لمشكلات صحية متعددة كالأزمات القلبية ، ونزلات البرد ، والإجهاد الزائد ، والهالات السوداء حول العينين(9).
وأن النوم يقلل من أخطاء الذاكرة ، وذلك وفق النتائج المترتبة على التجارب التطبيقية الدقيقة(10) ذلك أنه بالنوم التام للإنسان يعطيه فرصة مؤكدة لتنظيم ذاكرته وتعزيز تجاربه(11) ومع النوم تهدأ المسائل المخية المنوط بها المقاومة فى اتخاذ القرار(12) وتضمنت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعتزمون اتخاذ قرارات هامة فى حياتهم وأعمالهم عليهم الحصول على قسط كافٍ من النوم ، وأن تفويت ليلة واحدة بدون نوم قد تكون كافية لتعريض دماغ الإنسان لعدم الاستقرار وسوء التركيز(13). ولم يصل العلماء إلى أحكام نهائية فى فوائد النوم وآثره على الحالة الصحية والتنمية البشرية للإنسان ، وأكدوا مساعدة النوم على فقدان الوزن عن طريق انخفاض الهرمون الخاص بالضغط العصبى ، وأنه يساعد على ارتفاع هرمون النمو الذى تفرزه الغدة النخامية إلى أعلى مستوياته ، حيث يعمل على تجديد وبناء الأنسجة والعضلات والعظام ، وإن كان ذلك يقل كلما تقدم الإنسان فى العمر.
وأنه فى أثناء النوم ، تحدث عجائب ، وأوضاع متعددة ومختلفة ، كالمشى أثناء النوم والأحلام الهادئة ، والكوابيس المزعجة وغيرها.
ويعنينا أن نؤكد ما نهدف إليه ، وهو أنه فى ظلال تمتع الجسم بالنوم ، فإنه ينعكس على الصحة لأفراد المجتمع ، ومن ثم التنمية البشرية وبالقدرة الفائقة للأصحاء على العمل والإنتاج.
إن تأثير النوم على صحة الإنسان يستشعره كل فرد بنفسه ، فإن من حرُم منه لسبب أو لآخر فإنه يؤثر فى حياته الخاصة ، وعلى ما يتصل برسالته فى المجتمع ، من حيث زيادة التنمية والإنتاج ، وضبط مستوى علاقاته بسائر الشرائح الاجتماعية ، وأن العمال مثلاً الذين يؤدون أعمالهم بالنهار بعد نومهم فى الليل يختلفون من حيث كفاءة الإنتاج وجودته عن غيرهم ، الذين يعملون معهم بعد سهر أو أرق وحرمان من نعمة النوم.
إن هذه المؤثرات فى عملية النوم ، والآثار المترتبة عليها ، لم تكن معروفة تماماً للعلماء العرب والمفسرين والمؤرخين لعلوم الإسلام قديماً ، فلما حدثت الطفرة العلمية فى الزمن المعاصر كان من فضل الله أن حاول العلماء المحدثون البحث فى أسرار الإشارات العلمية فى القرآن الكريم والبيان النبوى الشريف ، ومنها الحديث عن النوم وما يترتب عليه من آثار.
الخاتمـــــــــة
- حتمية البحث المتواصل ، والتأمل الخاشع لآيات الله فى الليل والنهار ، وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وهذا من أهم الوسائل التى تقوى الجوانب العقائدية فى حياة المسلمين ؛ حتى ينطلقوا منها لخدمة الوضع المجتمعى ، وانعكاس ذلك كله على المجتمع الإنسانى العام ؛ وحتى يكون المسلمون قوة نافعة قولاً وعملاً ، نظرية وتطبيقاً ، قوة منتجة وليست مستهلكة ، لما يبدعه الآخرون.
- النوم نعمة من الله تعالى ينبغى شكره عليها ، حيث يتقوى بها الإنسان على الحركة الإيجابية النافعة ، ويستثمر طاقته الجسمانية الإيمانية فيما يفيد من إنتاج وتنمية تعود آثارها على الفرد والمجتمع.
- أثبت العلم الحديث مرجعية التحكم فى النوم إلى غدة صغيرة فى منتصف الدماغ تفرز هرمونا كيميائياً يتحقق به النوم حسب درجاته ووفق المراحل السنية للإنسان وهذا هو السكون الليلى الذى ذكره القرآن الكريم ، وأن التعرض لضوء الشمس نهاراً يساعد هذه الغدة على إفراز هرمون (السيراتونين) ، مما يساعد على إفراز هرمون (الميلاتونين) ليلاً ، وهكذا تتجلى عظمة الإله فى عطاءاته للبشر ، فكان الليل للنوم والراحة ، والنهار للحركة والنشاط بمعايير ربانية لا حدود لها.
- النوم ظاهرة طبيعية (فسيولوجية) ضرورية للإنسان ، إذ من خلاله تاخذ سائر أجهزة الجسم الحيوية راحتها ، وتستعيد نشاطها مما يمكنها من الإسهام فى عمارة الأرض واستمرار الحياة.
وتتسع فوائد النوم للإنسان ، ومنها تخلص الجسم من السموم ، وبناء الأنسجة التالفة ، وحرمان الإنسان من النوم أو عجزه عن الحصول عليه يصيبه بالجنون وقد يفضى به إلى الموت.
وفيما يتصل بتأثير النوم على صحة الإنسان فنقول إن هذا التاثير واضح فى تحديد صحة الإنسان ، أما قضية أثر النوم فى زيادة الإنتاج ، فإن الحكم فى ذلك يرجع إلى استنتاجات اجتهادية.
- لقد كان الاعتماد فى هذا البحث – فيما يخص الجوانب العلمية البحتة على الأساتذة الأطباء والعلميين فى العديد من التخصصات وغيرهم ممن قطعوا أشواطاً كثيرة وطويلة فى بحث الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة ، خاصة فى مسألة النوم ، الذى لا زال محملاً بالكثير من الأسرار والدلالات ، التى لم يصل البحث العلمى إلى ختام القول وتحديد النتائج فيها.
- تبقى الحقائق الكاملة عن النوم مغيبة فى علم الله الذى لا نهاية له ، وعلى العلماء الراغبين فى الوصول إلى بعض هذه الحقائق أن يواصلوا سعيهم نحو كشف الأسرار ، التى تزداد معها علاقة المؤمنين بالله ، واستمرار التأمل فى حركة الليل والنهار ، واختيار الليل ليكون سكناً ونوماً للعباد ، وأن يكون النهار زمناً لابتغاء فضل الله ، وهذا ما يؤكد صلاحية عطاءات القرآن الكريم لكل الأجيال المؤمنة ، والباحثة عن الحقيقة.
الدكتور/ السيد محمد الديب
الأستاذ بكلية اللغة العربية
جامعة الأزهر - الزقازيـق - مصـر
(1) الميلاتونين – دكتور – سينوت حليم وآخر صــ 8.
(2) أنظر السابق صــ 10.
(3) الســابق 21.
(4) يراجع السابق صــ 15.
(5) هو الدكتور/ أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب ، والعميد الأسبق لكلية الطب جامعة الأزهر ، والكلمة ، من بحث له
بعنـوان (النـوم).
(6) من موقع ويكبيديا بشبكة الانترنت.
(7) أهرام الجمعه 4/9/2009م.
(8) أهرام يوم 12/1/2010م.
(9) أهرام يوم 2/2/2010م.
(10) أهرام يوم 1/12/2009.
(11) موقع ويكبيديا على الانترت.
(12) مجلة الأزهر عدد محرم 1424هـ.
(13) أهرام يوم 24/11/2009.