نظم جناح المملكة العربية السعودية، ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ46، ندوة بعنوان "قراءات في القصة والرواية السعودية"، بحضور الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
قال الأستاذ عيسى بن علي جرابا، إنه وفق الإحصائية التي أجراها النادي الأدبي والثقافي بمنطقة الباحة، فإن معدل إنتاج الروايات في المملكة عام 2007 وصل إلى 55 رواية، وازداد عام 2008 إلى 64 رواية، وبعام 2009 وصل إلى 90 رواية، مشيرًا إلى أن هذا الإنتاج الغزير حرك المشهد الثقافي السعودي، إلى حد دعا بعض النقاد لتسمية الرواية السعودية بـ"ديوان العرب" وسحب اللقب والبساط من تحت فن الشعر.
وقال الدكتور معجب بن سعيد العدواني، إن الرواية السعودية امتداد مميز للرواية العربية، ويظل الاتصال بالثقافة العربية محور عوامل التأثير، والتطور في الرواية السعودية. ومن جهته قال الدكتور السيد محمد الديب، في بحثه المقدم للندوة بعنوان "القصة والرواية السعودية.. سيرة ومسيرة" إن علاقته بالرواية السعودية علاقة متينة، عندما قرر شرع في كتابة مؤلف عن تاريخ الرواية السعودية جمع وأطلع على عدد كبير من الروايات، معتبرًا رواية "التوأمان" لعبدالقدوس الأنصاري، والتي طبعت بمطبعة الترقي السورية، أول رواية سعودية منشورة، وكان ذلك عام 1930. وأضاف الديب، أن المملكة لم يصدر فيها بعد رواية "التوأمان" منذ عام 1930م إلى 1990م سوى 4 روايات، وامتاز أغلبها بالطابع التعليمي مثل رواية "ثمن التضحية" لحامد الدمنهوري، ورواية "اليد السفلي" لمحمد عبده، وامتازت الرواية السعودية أيضا بالكتابة الانطباعية، وكثرة المونولوج الداخلي، وكثرة الوصف البيئي.
وانتقد الديب، تنوع الإنتاج الأدبي والثقافي للكاتب الواحد أو الكاتبة السعودية؛ حيث نجد الكاتب السعودي يكتب القصة، والرواية، والشعر، والنقد في نفس الوقت وهو ما اعتبره "تمزق فني" على حد وصفه. وأبدي الديب تحفظه وخوفه على الرواية من "تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعي والكتابة الإلكترونية، ورغم صغر الرواية السعودية على مستوى الحجم إلا أنه أبدى تفاؤله بتطورها بشكل عام. ومن جهتها قرأت القاصة السعودية ليلى بنت إبراهيم الأحيدب عددا من قصصها للجمهور منها قصة "البئر". وقالت الأحيدب، في الإجابة على سؤال عن المعوقات التي تقف في وجه المرأة تحديدًا دون الرجل عند كتابة فنون العمل الأدبي، إن المرأة وحدها تواجه هذه الصعوبات فالرجل أيضا يتعرض لهذه المعوقات، إلا أنها تواجه المرأة أكثر من الرجل "لأنها تقع دائمًا تحت المجهر"، خاصة عندما تكتب عملاً أدبيا ما يجعل البعض يسقط العمل الأدبي على شخصية الكاتبة، وأن ما تكتبه يجسد حياتها وواقعها الذي تعيشه، بالإضافة إلى الصعوبات الاجتماعية، لكن المرأة تحرص على تواجدها الأدبي الدائم في المشهد الثقافي. جدير بالذكر حضر الندوة، الدكتور معجب بن سعيد العدواني، الأستاذ بجامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور السيد محمد الديب، أستاذ الأدب العربي والنقد بجامعة الأزهر، والقاصة السعودية ليلي بنت إبراهيم الأحيدب، والشاعر عيسى بن علي جرابا، المدرس بالمعهد العلمي في صبيا، مديراً للندوة.
الكاتبة: نورهان نصرالله