من معالم الإعجاز في الأمثال النبوية الشريفة بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم

1 دقيقة قراءة
بواسطة Ahmed Eldeeb
من معالم الإعجاز
في الأمثال النبوية الشريفة
بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم
Photo by Haidan / Unsplash

كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم نمطا فريداً خلال نشأته ودعوته، إذ نزل القرآن الكريم عليه، وليس له علم بالقراءة والكتابة، فحفظه وفسَّره بصياغات فريدة بدءا من أول التلقى فى غار حراء، وانتهاء بما نزل عليه فى شهور حياته الأخيرة.

ويلزم للراغب فى الكتابة عن بلاغته وبيان مظاهر الإعجاز فى أسلوبه قراءةُ القرآن الكريم، واستيعاب ما جاء به عن الرسول من حيث نشأته وتوجيهه إلى أعظم الفضائل وأنبل الصفات، وإعداده لتبليغ رسالته إلى الناس جميعا، وبيان مناحى تأديبه وتعليمه، وتعاملاته مع أقربائه وأصفيائه وسائر أصحابه، ممن ورد البيان بشأنهم فى العديد من الآيات القرآنية، التى تمثل الإعجاز الإلهى فى أعلى الدرجات.

ويتجلى البيان النبوى فى سائر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من بدء دعوته إلى وفاته، والذى قاله مصاغا بلغة عربية فصيحة، وفق القواعد النحوية والصرفية وغيرها من سائر الضوابط الكلامية، وليس فيه ما يعارض أُطر البلاغة، التى تميز بها العرب القدماء قبل الإسلام، سواء أكان ذلك حديثا نبويا صحيحاً أو خطبة أو رسالة بعث بها إلى العديد من الرؤساء والأمراء، أو كان البوح النبوى كلاما أملاه الرسول صلى الله عليه وسلم فى صلح أو معاهدة مع الآخرين بصياغات تتوافق مع الحالة أو المناسبة التى جاء التصالح بشأنها، وكان النبى صلى الله عليه وسلم حريصاً على مطابقة كلامه للأحوال التى يتخاطب فيها، وهذا هو المضمون أو المحتوى التفعيلى لتعريف البلاغة العربية، وهى مطابقة الكلام لمقتضى الحال، أى حال المخاطب من حيث مستوى إدراكه، ومقدار معارفه، ومدى إحاطته بالموضوع المُتحدَّث فيه، إلى غير ذلك من المخاطبات التى تختلف بواعثها، وتتوافق أغراضها فى تبليغ رسالة الإسلام بما تحتويه من أقوال وعبادات ومعاملات وغيرها.

ولابد للمؤمن المتَّقد الذهن أن يأخذه العجب والإعجاب عندما يتأمل بعضا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم أنه لإنسان قرشى لم يتعلم تركيب حروف الكلمة، وأصول صناعة الجملة، وقراءة المكتوب، الذى يتفوه به العرب فى أمكنة تواجدهم، فقد كان عليه الصلاة والسلام أميا لا يقرأ ولا يكتب منذ بدء حياته، كما أن المتتبع لسيرته سيعلم أنه ولد فى مكة بعد موت أبيه، وأول ما استوعبته ذاكرته كلمات وجمل قصيرة تلقاها فى ديار بنى سعد بن بكر حيث الرضاعة وأول التنشئة، ثم استكمل سنوات طفولته تحت ظلال قريش ورعاية جده وعمه بمكة المكرمة، وعمل برعى الغنم وبعض التجارات، وتزوج من بنى أسد، وهاجر إلى يثرب مستكملا ما بقى له من عمر فيها، فأحداث هذه المسيرة على المستوى البشرى لا تصنع مثل هذا الميراث العظيم، الذى تمثل فى سائر كلام الرسول عليه الصلاة والسلام بكل مكوناته التى أشرنا إليها، فكثير غيره قد ولد فى مكة، ورضع فى بنى سعد، وعاش فى الأماكن التى عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالقريب منهاـ ولم يزد أبرز ما يمكن أن يكون قد قاله عن عدد من قصائد الشعر ومقطوعاته، أو بعض فقرات من النثر، التى يتسرب إليها الشك كثيرا..

ويتوجب لفهم المكونات البلاغية للرسول صلى الله عليه وسلم التعرف على الأسباب التى أوصلته إلى ما فاض به لسانه من الأحاديث والخطب والوصايا والرسائل التى بعث بها إلى المستهدفين بدعوته بالجزيرة العربية وخارجها؛ استهلالا للمد الإسلامى إلى الدول والإمارات القريبة والبعيدة فى حياته وللإعداد لما بعد مماته، وأن النظر العميق فى سائر كلامه الصحيح المتواتر المنقول لنا سيكشف عما به من تشبيهات وضروب من التشبيه والاستعارات والمجازات والكنايات والأمثال والقصص القصيرة الهادفة، التى سيقت للتعامل على أساسها، فضلا عن مرجعيتها للمنهج الإسلامى للحياة، وتلك هى مادة الكتابة عن بلاغة الرسول، وما بها من سمات أدبية فريدة وابتكارات صياغية هادفة، تعود أصولها الأولى للعطاء الإلهى، الذى لا يمكن استيفاؤه وتحديد مستوياته، فضلا عن أوائله وأواخره، فالله هو الأول والآخر وهو على كل شيئ قدير.

إن الكلام البشرى الذى تخاطب الرسول به خلال زمن التبليغ لرسالته فيض إلهى وعطاء ربانى وتوفيق وتدقيق يصعب بل يستحيل معرفة حدوده وأبعاده وكوامنه وأسراره، إذ بدأ تدفقه واقتحامه لذاكرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ اللحظة الأولى، التى كان منفرداً ومختفيا فيها بغار فى حضن جبل حراء القريب من مكة، وكان مُفرِّغا ذاكرته من شواغل الحياة، احتكاما لبعض التوجيهات والثوابت الدينية، التى استقرت فى أعماقه من بقايا ديانة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.

كانت اللحظة الفارقة فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خوطب من قبل رسول الوحى، جبريل عليه السلام بالأمر الإلهى (اقرأ) فيرد الرسول صلى الله عليه وسلم بنفى علمه بالقراءة، ويعاد الطلب إلحاحاً مكررا تأكيداً لإثبات أن القراءة المستهدفة هى القراءة الذهنية، التى يعى ويستوعب معنى الكلام منها، ومن هنا –فى الزمان والمكان- بدأ العطاء الإلهى وفق المناسبات والأحوال، حيث استمر القرآن الكريم فى النزول بمكة والمدينة فى الليل والنهار، والحل والترحال عن الماضى والحاضر والمستقبل.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحى ويستحوذ عليه، وكأنه يقرؤه من ذهنه، ويعيده ويفسره مع أصحابه، ويكشف ما غمض منه وهو لا ينطق عن الهوى، إذ ما يخبرهم به هو وحى يوحى، وكلام محفوظ معجز، وكان دستورا للدعوة الإسلامية، ومنهاجاً للعبادة وأسلوبا للحياة، وبدأت بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم فى التجلى بالمخاطبات مع أصحابه، ومع خصومه أيضا، وهم يسألون فيجيب، ويستفتونه فيفتيهم، ويطلبون النصح فيرشدهم بالفعل والقول، ويغضب منهم مَنْ يغضب فيحكم معهم بالكلمة الناعمة البليغة المطابقة لمقتضى حال المخاطب، والشواهد لذلك كثيرة ومعبرة ودالة.

وكان القرآن الكريم هو المعلم الأول للرسول صلى الله عليه وسلم حيث يتكلم بالوحى، ولا ينطق عن الهوى، وهو أمين وصادق فيما يقوله، وفطن لما يسمعه، وحياته فى القرآن الكريم واضحة المعالم بما يتناسب مع جلال النص القرآنى ووفق المستهدف من الذكر والتوجيه، ولاستكمال المعرفة التامة لبلاغة الرسول عليه الصلاة والسلام يلزم القراءة التأملية الخاشعة للقرآن الكريم، وما جاء به عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحق تأديبه وتعليمه وتوجيهه إلى أعظم الفضائل وأنبل الصفات.

وقد عرض القدماء والمحدثون لبلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم، دراسة ونقدا، وبيانا وشرحاً، وتجلى أبرز ذلك وأسبقه فى موسوعة بيانية فريدة ورائدة بعنوان "المجازات النبوية" من تأليف الشريف الرضى([1])، عرض فيه لثلاثمائة وواحد وستين نصاً نبويا شريفا بيّن فيها معالم المجاز، وهو خروج الكلام إلى أنماط من البلاغة العربية مثل التشبيه والتمثيل والاستعارة والكناية، وسائر ضروب المثل والقصة القصيرة الهادفة.

وقدم مصطفى صادق الرافعى فصلاً مستفيضاً عن البلاغة النبوية استهله بقوله: "هذه هى البلاغة الإنسانية التى سجدت الأفكار لآيتها، وحَسَرت العقول دون غايتها، لم تُصنع وهى من الإحكام كأنها مصنوعة، ولم يتكلف لها وهى على السهولة بعيدةٌ ممنوعة.

ألفاظ النبوة يعمرها قلب متصل بجلال خالقه، ويصقلها لسان نزل عليه القرآن بحقائقه، فهى إن لم تكن من الوحى، ولكنها جاءت من سبيله، وإن لم يكن منه دليل فقد كانت هى من دليله.." ([2]).

وكانت ولادة محمد صلى الله عليه وسلم فى مكة المكرمة، حيث تحيا قريش، التى نزل القرآن الكريم بلغتها، وبلغات بعض القبائل الأخرى، وهى مجموع القبائل التى نزل القرآن على سبعة أحرف تمثل لغاتها، وإن كان التقدم والأغلب للأكثر تمثيلا منها وهى لغة قريش، كما أن من القبائل قبيلة بنى سعد بن بكر وهى وثلاث قبائل تجاورها تسمى عُليا هوازن من أفصح قبائل العرب، وهذا بعض كلام أبى عمرو بن العلاء ([3]) "أفصح القبائل عليا هوازن وسُفلى تميم"،([4]) وقضى الرسول صلى الله عليه وسلم أول طفولته فى ديار بنى سعد للإرضاع والتنشئة لما يقرب من خمس سنوات تلقى بعض بدايات لغته من منابعها الأصيلة، قال صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش، ونشأت فى بنى سعد بن بكر"([5]).

والمرجعية الأولى لبلاغته عليه الصلاة والسلام هى العطاء الإلهى، الذى لا يمكن الحكم على تقديره وبيان مقاييسه، ومعرفة أبعاده، وإنما كان توفيقا من الله وتوقيفا؛ ليكون صلى الله عليه وسلم رسولا للعرب أولا وهم أهل فصاحة وبيان، ثم إلى الناس جميعا، وإضافة إلى ذلك ودعما له، واستكمالا لكل التأسيسات لبناء كيان بشرى فريد، تمثل فى الرسول صلى الله عليسه وسلم الذى كتب مصطفى صادق الرافعى عن منابع بلاغته فقال: "وقد نشأ النبى صلى الله عليه وسلم وتقلب فى أفصح القبائل، وأخلصها منطقا وأعذبها بيانا، فكان مولده فى بنى هاشم، وأخواله من بنى زهرة، ورَضَاعه فى سعد بن بكر، ومنشؤه فى قريش، ومتزوَّجه فى بنى أسد، ومُهاجَرَته إلى بنى عمرو، وهم الأوس والخزرج، لم يخرج عن هؤلاء فى النشأة واللغة"([6]).

فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استكمل التكوين البلاغى أو بعضا منه على الأرض، فإنما خبره يأتى من السماء، وبيانه من فيض الرحمن، قال أحمد حسن الزيات: "إن بلاغة الرسول من صنع الله، وما كان من صنع الله تضيق موازين الإنسان عن وزنه، وتقصر مقايسه عن قياسه، ونحن لا ندرك كنهه، وإنما ندرك أثره، ونحن لا نعلم إنشاءه، وإنما نعلم خبره.."([7]) قال تعالىوَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم على الأرض إعجاز بعد كلام الله تعالى من السماء، أى إن إعجازه محدود بنطاق البشر من خلال ما قاله صلى الله عليه وسلم صحيحا متواترا فى الأحاديث والخطب والرسائل، والتى يتجلى فيها مجتمعةً الكثير من ضروب القول على شتى مستوياته، مخاطبا كل فرد أو فريق وفق قدراته، ومستوى معارفه وإدراكاته  فبلاغته فى قوله، مطابقا لمقتضى حال سامعه ومتلقيه بالوسائل الإيصالية المعهودة.

الحقيقة والمجاز:

الأصل فى الكلام أن يأتى على الحقيقة بلا خروج عنها، أو تأويل لها، وفق ما وضعت له الكلمة أو وصفت به؛ لتُسْتعمل الجملة حسب متطلبات الحال.

وفى بيان معنى المجاز قال عبدالقاهر الجرجانى: "وأما المجاز فكل كلمة أُريد بها غير ما وقعت له فى وضع واضعها لملاحظة بين الثانى والأول..." ([9]) ومن صور المجاز الأساليب الآتية: المجاز المرسل والاستعارة والتشبيه البليغ، ولا تتوقف البلاغة النبوية عند هذه الأساليب، وإنما تتعداها لتصل إلى ما يحقق المستهدف من الكلام، سواء أجاء ذلك بطريق التشبيه بما معه من أداة وهي: (مثل والكاف وكأن وغيرها) أم تحقق بالأمثال، التى تستعمل من خلال ما وردت فيه، أو ضُربت له، أو جاء البيان النبوى باستعمال أسلوب الكناية، وما به من إشغال لذهن القارئ، حتى يستوعب المراد، فالبلاغة النبوية لا تقتصر على المجاز وما به من اتساع فى طرائق التعبير، وإنما تعتمد وتتسع أساساً على حقائق ما وُضعت له الألفاظ والتراكيب.

ضروب من طرائق البيان والتمثيل

التشبيه والتمثيل

تتجلى دلالات البلاغة النبوية فى مجموعة من الضروب، التى ترد فى خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم وفق متطلبات الأحوال فهذه الضروب ذات صور متعددة مثل التشبيه والتمثيل والاستعارة والكناية، والتى تتجلى فى الأمثال النبوية وهذه المكونات ليست مجتمعة أو موزعة تقتصر عليها بلاغة الكلام، وإنما تتكامل هذه البلاغة التى تعد إعجازا للبشر على الأرض من خلال ما يضاف إليها من المواصفات اللغوية والبلاغية للكلمة والكلام، بما يطابق مقتضى الحال، من خلال إخضاع الأسلوب للإيجاز والإطناب والمساواة، وما عداها من اشتراط للكلام البليغ، لكن المكونات المذكورة من ناحية البيان تتلاقى حول التشبيه، الذى لا يخالف الحقيقة، وإنما يخضع للاتساع فى الدلالة البيانية، فالتشبيه: لون أنيق تهفو إليه النفوس، التى يروق لها ما يقدم إليها، فتتذوق الكلام بما يؤهلها لفهم المعنى المراد، وليس لهذا اللون التعبيرى فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم منهاج واحد لا يحيد عنه، فهو ليس درسا بلاغيا أو توضيحا لمنهج مستهدف، وإنما هو مساق بالفطرة، التى تجعل كل تشبيه أو أكثر منهجا أو نمطا واحدا لا يحيد عنه، فالتشبيه على عمومه ذو ألوان وصور عديدة توسع فى بيانها علماء البلاغة، وله مرغبات كثيرة وفوائد جليلة كالإيجاز والاختصار والتبيين والتوضيح والمبالغة والتوكيد، وهو على العموم إلحاق أمر بأمر فى معنى مشترك بأداة كالكاف وما فى معناها، وقد يأتى التشبيه مفهوما من سياق الجملة أو واضح الأركان مع حذف أداة التشبيه، أوجاء تشبيها مقلوبا يرتقى بالأسلوب إلى أعلاه.
وجاءت تشبيهات كثيرة فى أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم بكافة صور التشبيه منها قوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"([10]) وجاء فى رواية: "وشبك بين اصابعه".

وللتشبيه فى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق الدرس البلاغى أحوال ثلاثة:

المفرد والمركب والمتعدد، يأتى بها عليه الصلاة والسلام وفق متطلبات الأحوال.

والتمثيل: نوع من التشبيه، الذى يأتى وجه الشبه الجامع لكلا الطرفين مؤولا، فالتفريق بين التشبيه والتمثيل على أساس وجه الشبه، وذَكَر ابن رشيق أن التمثيل هو المماثلة عند بعضهم، وذلك بأن يمثل شيئا بشئ فيه إشارة، وذَكَر أن: "أول من ابتكره، ولم يأت أملح منه قول امرئ القيس:

فمثل عينيها بسهمى الميسر –يعنى المعلَّى- وله سبعة أنصباء، والرقيب: وله ثلاثة أنصباء فصار جميع أعشار قلبه للسهمين اللذين مثل بهما عينيها، يعنى يقول: ما بكيت إلا لتجرحى قلبا قد ذله العشق"([12]).

واختلف البلاغيون القدماء فى بيان حدود التمثيل ومعالمه، وإن كان رأى عبدالقاهر الجرجانى([13]) هو الأظهر، حيث ذكر أنه أى التمثيل: ما كان وجه الشبه فيه منأولا، حتى لو كان منتزعا من عدة أمور.

وذكر على الجندى (من المحدثين) أن تشبيه التمثيل هو: "ما كان وجهه منتزعا من متعدد أمرين أو أكثر، بأن يكون لكل من الطرفين كيفية حاصلة من مجموع شيئين، أو أشياء قد تضامت وتلاقت حتى صارت شيئا واحدا.."([14]) ولذلك شواهد كثيرة من القرآن الكريم منها قول الله تعالى:مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، مع أن اللغة لا تفرق بين التشبيه والتمثيل، كما لم يذكر بينهما فرقا كل من الزمخشرى وابن الأثير، وإن كان رأى عبدالقاهر الجرجانى هو الأكثر اعتمادا على التفريق بين المصطلحين بالتأويل.

وجاء التمثيل مفعلاً فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوله: "إياكم وخضراء الدمن، فقيل يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ فقال المرأة الحسناء فى المنبت السوء"([16]) حيث أتى بغير اللفظ الموضوع للمعنى تمثيلا، وجاء بحق هذا الحديث فى الأمثال للميدانى ما يلى: "قال أبو عبيد: نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن يكون لغير رِشْدة، وإنما جعلها خضراء الدمن

–هى ما تُدمِّنه الإبل والغنم من أبوالها وأبعارها-لأنه-ربما نبت فيها النبات الحسن، فيكون منظره حسنا أنيقا ومنبته فاسدا"([17])

ذلك أن البراعة والدقة والروعة فى التشبيه تظهر إذا كان وجه الشبه متأولا، وذلك ضمن ما اختص بهذا من التشبيه، والذى أطلق عليه جُلُّ علماء البلاغة مصطلح التمثيل.

الاستعارة:

الاستعارة: تشبيه حذفت أداته وأحد ركنيه، وهما المشبه والمشبه به، فإن حذف المشبه، وصُرِّح بالمشبه به فالاستعارة تصريحية، وإن حذف المشبه به، وبقى شيئ من لوازمه مع المشبه، فالاستعارة مكنية، وله تقسيمات أخرى لا يتسع المقام لها، ويتجلى ذلك فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأحوال كثيرة، وقد أورد الشريف الرضى قدرا كبيرا من المجازات ومنها الاستعارة فى كتابه (المجازات النبوية).

وقد رُوى عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله عند خروجه إلى بدر للقتال: "هذه مكة قد رمتكم بأفلاذ كبدها" وفى رواية أخرى: "قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها"([18]) حيث شبه صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة بكائن بشرى يحس ويدرك ويستشعر مكونات بدنه، الذى يحيا به وينتصب بناؤه عليها، ثم استُغْنِى عن ذلك، معبرا بأحد أجزاء الكبد على سبيل الاستعارة، بما يعطى مذاقا للصياغة، واستطعاماً للعبارة، مما يؤدى إلى التأمل والاعتبار، وإدراك القيمة الحسية والمعنوية لكلامه، صلى الله عليه وسلم.

ومن أقواله التى تحتوى على اكثر من مجاز تعبيرى قوله صلى الله عليه وسلم وقد نظر إلى جبل أحد عند انصرافه من غزوة خيبر، فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه"([19]) وقد عقب عليه الشريف الرضى قائلا: "وهذا القول محمول على المجاز؛ لأن الجبل على الحقيقة لا يصح أن يُحِب ولا يُحَب، إذ محبة الإنسان لغيره، إنما هى كناية عن إرادة النفع له، أو التعظيم المختص به"([20])، كما يُحمل الحديث على الاستعارة باعتبار تشبيه الجبل بإنسان (مشبه به)، ثم حُذِف وأُبقى بعض لوازمه وهو الحب، وذلك تشخيص لجبل أحد، تقديراً واعتزازاً به.

ومن أقواله صلى الله عليه وسلم المشتملة على المجاز والاستعارة قوله: "إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"([21]) وفى رواية "إن الدين" بدلا من "إن الإسلام" وهذا من أقوى التعبيرات المشتملة على عدد من الخصائص، التى تجعله محققا لغرضه التأكيدى النبيل، وقد كتب عنه الشريف الرضى قائلا: "وهذا الكلام من محاسن الاستعارات وبدائع المجازات؛ لأنه عليه الصلاة والسلام جعل الإسلام غريبا فى أول أمره تشبيها بالرجل الغريب، الذى قل أنصاره وبعدت دياره؛ لأن الإسلام كان على هذه الصفة فى أول ظهوره، ثم استقرت قواعده، واشتدت معاقده، وكثر أعوانه وضرب جِرَانه، وقوله عليه الصلاة والسلام: "وسيعود غريبا".. أى يعود إلى مثل الحال الأولى فى قلة العاملين بشرائعه والقائمين بوظائفه، لا أنه -والعياذ بالله- تُمْحَى سماته، وتَدْرُس آياته([22])، ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد آتاه الله جوامع الكلم، فصار أفصح العرب مع قرشيته التى أكسبته قوة فى اللغة وإقناعا فى الحجة وسداداً فى التبليغ.

الأمثال:

المثل فى أصله: قول حكيم مركز، ينقل عن قائله بدون تغيير، ويستعمل أو يضرب فى موقف جديد مشابه، ولذلك صار للمثل أصل ومضرب([23])، بخلاف الحكمة فإنها قول صائب يصدر عن حكيم، من غير أن يرتبط –وجوبا- بمناسبته، وللجاهليين أمثال كثيرة يتم الرجوع إليها فى بعض المواقف أو المخاطبات، التى تتناسب معها، مثل: (جزاء سِنمَّار) ويضرب فى الغدر و(ورجع بخفيّ حُنين) ويضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة، و(مواعيدَ عرقوب) ويضرب فى خلف الوعد خاصة مع الأقارب.

ويضرب المثل كثيرا فى الأشياء الحسية؛ لتقريب المعانى إلى الأذهان.

وقد اشتمل القرآن الكريم على الكثير من الأمثال، التى تذكر فى سياقات كثيرة قال تعالى:وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ

وتعددت ألوان الأمثال فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد تأتى كثيرا فى صورة قول موجز يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم فى بعض المواقف؛ تعبيرا عن الحالة الحادثة؛ ولا يكون –وجوبا- مستهدفا لهذا الغرض، ولكن صنائع الحياة تؤذنُ بورود المواقف المماثلة، فتكون عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم معبرة عن الحالة بما يجعل لهذا المثل القيمة والقدر، وبذلك يكثر تداوله، ويعم انتشاره، ويصير موضعا للتعامل به فى الخطاب الإنسانى على اختلاف صوره وحالاته، وزمانه ومكانه.

وأول صور المثل وأحواله أن يأتى قصيرا موجزا تعبيرا عن أحد مواقف الحياة، مع اشتمال هذه الأقوال على مجازات أخرى، كالتشبيه والاستعارة والكناية، فالنكات البلاغية (الصور البيانية) لا تتزاحم بمعنى قابلية النص المستهدف لتلاقى الصور أو النكات فى القول الواحد.

ومن أبرز الأمثال النبوية فى صورتها الموجزة، ولا حاجة فيها لأداة التشبيه، وإنما الهدف تشبيه موقف بموقف قال صلى الله عليه وسلم عند اشتداد القتال فى يوم حنين: "الآن حَمَى الوطيس"([25])، وقد ذكر الشريف الرضى أن كلمة (الوطيس) الأغلب عليها أنها من جملة الأمثال من كلامه عليه الصلاة والسلام، ولها بعض الدخول فى باب الاستعارة؛ لأن الوطيس فى كلامهم حُفَيْرةْ تحتفر فيوقد فيها النار للاشتواء([26]) ولا وجود للوطيس –على حقيقته- فى هذه الغزوة، وإنما الهدف هو تحميس الأبطال، وبعث روح الشجاعة فيهم، وحثهم على شدة بذل الجهد لتحقيق النصر.
وقد جاء فى رواية أن النبى صلى الله عليه وسلم رُفِعَتْ له أرض مؤته فرأى معترك القوم فقال: "الآن حمى الوطيس" أى اشتد الأمر([27]).

ومن أمثال الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "هدنة على دَخَن"([28])، والذى يعرض للسلم الظاهرى، الذى تضمر من خلاله الحرب المستعرة.

ومن أقواله صلى الله عليه وسلم: "إن المنبتَّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى"([29]) ولهذا المثل مناسبة كتب عنها الميدانى قائلا: "قاله عليه الصلاة والسلام لرجل اجتهد فى العبادة، حتى هجمت عيناه:أى غارتا، فلما رآه قال له: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق إن المنبت" أى الذى يَجِدُّ فى سيره، حتى ينبت أخيرا سماه بما تؤول إليه عاقبته، كقوله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ.

يضرب لمن يبالغ فى طلب الشئ، ويُفْرِطُ حتى ربما يفوته على نفسه"([31]).

ومن أمثال الرسول صلى الله عليه وسلم التى جاءت موجزة محكمة وهادفة فى كل المواقف المشابهة قوله فى بدء الحديث: "وعدنى ربى أن يُدخل الجنة من أمتى  سبعين ألفا بغير حساب، وإنى لأرجو ألا يدخلوها؛ حتى تتبوءوا أنتم، ومن صَلُح من أزواجكم وذرياتكم مساكن فى الجنة"([32]).

وقد أثار هذا الوعد الصحابة، فتدافعوا فى الحديث، ثم قالوا: "نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله، فنحن من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، أو أولادنا الذين ولدوا فى الإسلام، فإنا ولدنا فى الجاهلية؟ فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم ذلك، وكان قد دخل حجرته، فخرج عليهم، فقال لهم: "الذين يدخلون الجنة بلا حساب هم الذين لا يَسْترقُون([33]) وهم الذين لا يتطيرون([34]) وهم الذين لا يكتوون([35])، وعلى ربهم يتوكلون".

وتُستكمل الرواية بالقول: "ولما فرغ صلى الله عليه وسلم من ذكر من يدخلون الجنة بغير حساب قال عكاشة بن مِحْصَن: أمِنْهم أنا يا رسول الله؟ فقال نعم، فقام سعد بن عبادة فقال: أمنهم أنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: سبقك بها عكاشة"([36]).

وذلك من أعجب أمثاله التى تذكر فى سائر المواقف المشابهة.

ومما تمثل به وقاله صلى الله عليه وسلم نقلا عن ألسنة من تواتر لديهم المثل المشهور: "كل الصيد فى جوف الفَرَا"([37]).

وأصله: قصة بسيطة تقول: إن ثلاثة نفر خرجوا للصيد، فصاد الأول أرنبا والثانى ظبيا، وصاد الثالث حمارا، فتطاول الأول والثانى عليه فقال لهما: "كل الصيد فى جوف الفَرَا، أى هذا الذى رزقت وظفرت به يشتمل على ما عندكما، وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعظم من الحمار الوحشى"([38])

واستشهد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القول فى تأليف أبى سفيان بن حرب، وكان قد استأذن على النبى صلى الله عليه وسلم فحجب قليلا، ثم دخل عليه مع العتاب للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: "أنت كما قيل: كل الصيد فى جوف الفَرَا" ومعناه: إذا حججتك قنع كل محجوب، ويُضرب لمن يُفضل على أقرانه، وهذا بعض من بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم فى إيراد الأحاديث، التى اعتبرت لحيثيات كثيرة أمثالا تتداول بين الناطقين بلغة القرآن الكريم.

المثل فى بعض الأحاديث

يأتى المثل مستنبطا من بعض الأحاديث، التى تورد إخبارا عن شيئ، أو بياناً لخُلق، يحضُّ عليه الرسول، وقد تأتى الصياغة فى قالب تشبيهى أو (تمثيلى)، ولكنه قابل للتفعيل؛ ليصير مثلا، يُستعان به فى البيان والدعوة، استجابة لما فيه، دون أن يقتصر على الموقف الذى ضرب له.

وللرسول صلى الله عليه وسلم عشرات الأحاديث بل مئات الأحاديث التى دَخَلَت ساحة الأمثال لمعناها، وللمناسبة التى تقال فيها، ففى مقام ذكر الأعمال الجماعية فى البر والإحسان والالتفاف حول المعانى الخالدة، التى يعود أثرها على الناس جميعا، قوله صلى الله عليه وسلم: "يد الله مع الجماعة"([39])

وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة نفر فى قرية ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"([40])، وقال صلى الله عليه وسلم فى الحَضَّ على القيم النبيلة وأهمية الاعتداد بالرأى: "لا يكن أحدكم إمَّعة يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وأن أساءوا إن تجتنبوا إساءتهم"([41]) .

وقال صلى الله عليه وسلم فى الحرص والتنبيه والحذر من المكر والخداع فى الحرب وغيرها: "الحرب خُدعة"([42])، أو يأتى المثل فى أسلوب مؤكد؛ إخباراً عند شيئ معين، قال صلى الله عليه وسلم "إن من البيان لسحراً"([43]) أى يشبه السحر.

المثل من الحديث فى صورة قصة قصيرة.

تأتى بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى صورة قصة قصيرة، إبرازاً وتمثيلا للحالة المستهدفة، أو المعنى المراد، وذلك مثل الحديث الطويل الذى قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بحق ثلاثة من بنى إسرائيل: أبرص وأعمى وأقرع، بدا لله عزّ وجلّ أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا تحقق لهم من خلاله ما تمنوه بقدرة الله تعالى... ويذكر الحديث أن الملك اختبر هؤلاء الثلاثة، فتنكر الأبرص والأقرع لما منَّ الله به عليهما، أما الثالث فقد أقرَّ بما ناله، واستحق أن يبقى على الصورة الحسنة التى رغب فيها، جزاءً على إحسانه وإخلاصه([44]).

وجاء المثل من خلال قصة الثلاثة الذين دخلوا غارا، فانسدَّ طريق خروجهم بصخرة عجزوا عن تحريكها، ثم ذكر كل واحدٍ منهم عملا صالحاً وسلوكا طيبا قام به، ففرج الله عليهم، وأزال الصخرة من طريقهم فخرجوا للحياة، وجاء ذكر الحديث فى صورة قصة قصيرة بها مشكلة طرأت على مسيرة الرجال الثلاثة عندما نزل عليهم المطر، وانتهت بالحل، المتحقق فى خروجهم من الغار يمشون، والحديث طويل، وروايته عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثة نفر([45]) يمشون أخذهم المطر، فأووا إلى غار فى جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله، فادعوا الله بها، لعله يفرجها عنكم،.. وكانت فى نهاية قول واحدٍ منهم، تنفرج الصخرة قدرا، ثم جاء الثالث فذكر عمله الصالح فأتم الله تعالى زحزحة ما بقى من الصخرة، فخرجوا يمشون([46]) والمثل هادف فى الدعوة إلى عمل المعروف، إذ تنفرج به الكروب، وتنحل الأزمات والهموم والأعباء.
وقد يأتى المثل فى حديث قصير على شكل قصة قصيرة مثل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هَلّا وُضِعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين"([47])، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع لبنه.

والأمثلة من ذلك كثيرة ومتنوعة، وهى على جملتها تؤكد بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم وقدرته فى صياغات الأحاديث بطرق متعددة تصلح للتمثيل بها فى كافة أغراض الكلام ومناسبته، فضلا عن جهاده فى سبيل إبلاغها، وتلك رسالته الخالدة التى بعث لها، ودعا إليها بما يؤكد إعجازه البشرى، حيث لا يضارعه شبيه من البشر، ولازال خطابه قائما معمولا به، وذلك لعمق صلاحيته لكل زمان ومكان.

دكتور/ السيد محمد الديب
Sayed.Addeeb@hotmail.com

([1]) الشريف الرضى هو : أبو الحسن محمد بن أبى أحمد الحسين المولود فى 359ه(970م) والمتوفى فى 406ه(1016م) وهو أديب شاعر وكاتب.
([2]) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية صـ312 مطبعة الاستقامة عام 1364ه –1945م.
([3]) صاحب القراءة القرآنية المعروفة بقراءة أبى عمرو.
([4]) بلاغة الرسول لعلى العمارى صـ7 طبع دار الأنصار بالقاهرة.
([5]) رواه الطبرانى فى الكبير، ولهذا الحديث روايات أخرى.
([6]) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية صـ318.
([7]) وحى الرسالة جـ3 صـ105 مطبعة الرسالة.
([8]) النساء 113.
([9]) أسرار البلاغة جـ2 صـ220 –شرح وتعليق الدكتور/ محمد عبدالمنعم خفاجى نشر مكتبة القاهرة، 1392ه 1972م.
([10]) متفق عليه: البخارى(2314) ومسلم(2585) والترمذى(1928) وغيرها، وقال الترمذى: حسن صحيح.
([11]) انظر ديوان امرؤ القيس صـ13 طبع دار المعارف –الطبعة الرابعة1984م.
([12]) العمدة جـ1 صـ277 –طبع دار الجيل- بيروت.
([13]) بلاغى شهير وصاحب كتابى: دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة.
([14]) فن التشبيه لعلى الجندى جـ2 صـ11 طبع مكتبة نهضة مصر 1952م.
([15]) العنكبوت 41.
([16]) مسند الشهاب للقضاعى(957).
([17]) مجمع الأمثال جـ1 صـ53، طبع مطبعة عيسى الحلبي بالقاهرة.
([18]) الأفلاذ: القطع المتفرقة عن الشيئ، وقل ما يستعمل ذلك إلا فى الكبد خاصة. المجازات النبوية صـ24.
([19]) البخارى(2736) ومسلم(1365) ومسند أحمد(9013)، والجامع الصحيح للسنن والأسانيد(94).
([20]) المجازات النبوية صـ25.
([21]) مسند أحمد(9054) وسنن ابن ماجة(3987).
([22]) المجازات النبوية صـ36، والجران: مقدم عنق البعير، وتمحى: تذهب آثاره، ودَرَس الشيئ: عفا وذهب أثره.
([23]) انظر كتابنا (دراسات فى الأدب الجاهلى) صـ276 الطبعة الثانية 1437ه –2016م نشر المكتبة الأزهرية للتراث.
([24]) العنكبوت 43.
([25]) البخارى ومسلم.
([26]) انظر المجازات النبوية صـ45 وقيل إن (الوطيس) حجارة مدورة فإذا حُميت لا يمكن لاحد أن يضع رجله عليها.
([27]) انظر مجمع الأمثال للميدانى جـ2 صـ497.
([28]) البخارى ومسلم.
([29]) المنبت: المنقطع عن أصحابه فى السفر، والظهر: الدابة.
([30]) سورة الزمر 30.
([31]) مجمع الأمثال جـ1 صـ10.
([32]) القصص النبوى للسيد شحاته والسيد تقى الدين صـ276 طبع دار النهضة العربية.
([33]) لا يسترقون: أى لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم برقى الجاهلية.
([34]) لا يتطيرون أى لا يتشاءمون بالطيور ونحوها.
([35]) لا يكتوون أى معتقدين أن الشفاء من الكى، كما كان يعتقد أهل الجاهلية.
([36]) القصص النبوى صـ276، 277.
([37]) الفرا: الحمار الوحشى.
([38]) الأمثال للميدانى جـ3 صـ12.
([39]) سنن الترمذى(2166)، وصحيح ابن حبان(4577) وقال الألبانى حديث صحيح.
([40]) المستدرك على الصحيحين للحاكم(765) وشرح رياض الصالحين(1070) وجامع الأصول(7075).
([41]) جامع الأصول من رواية الترمذى(9349).
([42]) البخارى(3030) ومسلم(1739).
([43]) البخارى(5767) وموطأ مالك(2074) والترمذى(2028) وسنن ابى داوود(5007)، وانظر شرحه فى مجمع الأمثال للميدانى جـ1 صـ9.
([44]) صحيح البخارى، وانظر القصص النبوى صـ26.
([45]) ثلاثة نفر: أى ثلاثة رجال.
([46]) رواه الشيخان والنسائى: البخارى فى المزارعة، ومسلم فى التوبة، والنسائى فى الرقائق، وفى التاج الجامع للأصول لمنصور على ناصف جـ1 صـ42، صـ43.
([47]) البخارى(3535) ومسلم(2286) وغيرهما والروايات متقاربة.